Admin Admin
عدد المساهمات : 381 تاريخ التسجيل : 02/05/2012 العمر : 34
الورقة الشخصية ورقة شخصية: ورقة شخصية | | | |
| موضوع: التضليل الإعلامي أمام المسؤولية الأخلاقية والقانونية الجمعة فبراير 08, 2013 6:36 pm | |
| التضليل الإعلامي أمام المسؤولية الأخلاقية والقانونية
لا يخفى على أحد ما تعرضت له مصر في الأيام القليلة الماضية من حملة إعلامية مركزة هدفت إلى النيل من استقرار الوطن وعيشه المشترك، وعلى الرغم من أنها ليست الحملة الأولى من نوعها في استهداف بلدنا مصر، لكن ما يميز هذه الحملة اعتمادها وبشكل مبرمج وممنهج على وسائل إعلامية مضللة بهدف خلق صورة إعلامية داخلية وخارجية تأتي ضمن سياق خطة متكاملة في ضرب استقرار مصر، وبرز إلى الواجهة سؤال ملحّ: هل يمكن لوسائل الاعلام تلك أن تمارس كل هذا التضليل وتبقى بعيدة عن المسؤولية أو المسائلة القانونية والجزائية؟.. سنجيب عن هذا السؤال من خلال عرضنا لما يلي: ما هي حرية التعبير؟ وما هي ضوابط العمل الإعلامي؟ وما هي عناصر ووسائل الخطاب الإعلامي المضلل؟
ما هي حرية التعبير؟
تعد حرية التعبير والمعتقد من الأصول الأساسية التي يقوم عليها نظام الدولة القانونية الديمقراطية، كما وتعتبر أجهزة الإعلام بمختلف صورها من أهم وسائل التعبير عن حرية الرأي في العالم المعاصر.. إلا أنه وكما هو حال الحياة البشرية دائماً بما تولده من صراعات قائمة على منطق الخير والشر، فإن منطق الخير والشر يمكن أن يطرق باب الإعلام بل طرقه فعلاً، فمثلما وُجد الإعلام الحر المحايد الذي لم يكتفِ بنقل الخبر وشواهد الفن والأدب والشعر بل عبر عنها بطرق فنية أخاذة ليساهم في تطوير أساليب التعبير عن الرأي العام وتنمية الذوق العام والمساهمة في تقدم المجتمع وتطوره أضحى الإعلام أيضاً من صور التعبير عن منطق الحروب والصراعات الدولية والسياسية ووسيلة لتمرير الأيديولوجيات والمؤامرات المخابراتية عبر تغيير القناعات الاجتماعية والتقاليد الراسخة وصناعة الرأي العام الموجه لخدمة أيديولوجيا معينة أو سياسة أو فكرة معينة أو لتمرير مخطط أو مصلحة ما. وبالنظر للإمكانيات الإعلامية الهائلة أضحى الإعلام في العالم المعاصر عاملاً وسبباً مباشراً ومؤثراً بشكل خطير في زعزعة الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي فضلاً عن إمكانياته المعروفة في مجال الحرب النفسية وحرب الإشاعات.
ما هي ضوابط العمل الإعلامي؟
الإعلام علم وفن، فهو علم لأن أسلوبه ومناهجه تستند إلى نظريات علمية ودراسات نفسية واجتماعية ما يتطلب أولاً تحديد المشكلة السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية المطلوب مواجهتها إعلامياً ومن ثم وضع خطط مسبقة للأداء . والإعلام فن لأنه صورة من صور التعبير عن الرأي الذي يقوم على الخلق والابتكار.. إنه فن مخاطبة عقول وضمائر وأذواق الناس ما يستدعي امتلاك أدوات العصر ودراسة وتحليل طبيعة وشخصية المخاطبين. إن حرية الإعلام ليست حرية الإعلامي أو المسؤول في الوسيلة الإعلامية في نشر أو عدم نشر ما يريد من دون ضوابط قانونية وأخلاقية، فالإعلام كسلطة رابعة يجب أن يكون هدفه الأول دائماً كشف الحقيقة ونشرها. ومع أن القانون ينص على خطوط عريضة للنزاهة والموضوعية في العمل الإعلامي إلا أن الضوابط الأخلاقية وانحياز الإعلامي لشرف المهنة هي الأهم في ذلك، وإذا كان الضمير المهني غائب أو مغيب فلا يمكن للقانون ضبط هذه العملية. إن مفهوم أخلاقيات العمل الإعلامي ليس مفهوماً حديثاً، فظهوره يعود إلى عام 1916 في السويد، ثم في فرنسا عام 1918، واعتُبر هذا المفهوم من أهم الأسس التي قامت عليها نظرية المسئولية الاجتماعية في الإعلام.
وهناك عدة مواثيق شرف مهنية أو أدلة السلوك المهني التي تحكم العمل الإعلامي: 1. دولية: مثل ميثاق شرف الفيدرالية الدولية للصحفيين. 2. إقليمية: كميثاق الشرف الصحفي العربي الصادر عن اتحاد الصحفيين العرب. 3. محلية أو وطنية. 4. داخلية: وهي مواثيق شرف أو أدلة سلوك تضعها المؤسسة الصحفية للعاملين بها. 5. وما يجمع هذه المواثيق هو أنها نابعة من الصحفيين أنفسهم من دون فرضها عليهم من الحكومات أو غيرها. وتتلخص أخلاقيات العمل الإعلامي التي نصت عليها هذه المواثيق في نقاط أهمها: الصدق - احترام الكرامة الإنسانية – النزاهة - المسؤولية والعدالة.
ويمكن أن نعرض هنا لميثاق شرف الفيدرالية الدولية للصحفيين الذي تم تبنيه من قبل المجلس العالمي للفيدرالية الدولية للصحفيين عام 1954 وتم تعديله من قبل المجلس عام 1986. وتم اعتماد هذا الإعلان العالمي بمثابة معيار للأداء المهني للصحفيين أو الإعلاميين الذين يقومون بجمع ونقل وتوزيع المعلومات إضافةً إلى أولئك الذين يقومون بالتعليق على الأنباء أثناء تناولهم للأحداث. 1. احترام الحقيقة وحق الجمهور في الوصول إليها هو أولى واجبات الصحفي. 2. خلال أدائهم لعملهم سيقوم الصحفيون وفي جميع الأوقات بالدفاع عن الحرية من خلال النقل الأمين والصادق للأنباء ونشرها، وكذلك الحق في إبداء تعليقات وآراء نقدية بشكل عادل. 3. سيقوم الصحفي بنشر تلك الأنباء وفقاً للحقائق التي يعلم مصدرها فقط ولن يقوم بإخفاء معلومات هامة أو تزييف وثائق. 4. سيستخدم الصحفي وسائل مشروعة للحصول على الأنباء أو الصور أو الوثائق. 5. سيقوم الصحفي ببذل أقصى طاقته لتصحيح وتعديل معلومات نُشرت ووجد أنها غير دقيقة على نحو مسيء. 6. سيلتزم الصحفي باتباع السرية المهنية فيما يتعلق بمصدر المعلومات الذي يطلب عدم إفشائه. 7. على الصحفي التنبه للمخاطر التي قد تنجم عن التمييز والتفرقة اللذين قد يدعو إليهما الإعلام، وسيبذل كل ما بوسعه لتجنب القيام بتسهيل مثل هذه الدعوات التي قد تكون مبنية على أساس عنصري أو الجنس أو اللغة أو الدين أو المعتقدات السياسية وغيرها من المعتقدات أو الاملية أو الأصل الاجتماعي. 8. سيقوم الصحفي اعتبار ما سيأتي على ذكره على أنه تجاوز مهني خطير: الانتحال - التفسير بنية السوء – الافتراء – الطعن – القذف - الاتهام على غير أساس - قبول الرشوة سواء من أجل النشر أم لإخفاء المعلومات. 9. على الصحفيين الجديرين بصفتهم هذه أن يؤمنوا أن من واجبهم المراعاة الأمنية للمبادئ التي تم ذكرها. ومن خلال الإطار العام للقانون في كل دولة وفيما يخص القضايا المهنية على الصحفي أن يراعي استقلالية زملائه باستثناء أي شكل من أشكال التدخل الحكومي أو غيره.
ضوابط العمل الإعلامي
إن حرية التعبير عن الرأي في أدبيات الفكر الديمقراطي وفلسفته ليست مطلقة وإنما تحكمها ضوابط عدة وهذه الضوابط قد تكون: - 1- ضوابط قانونية تحكم النشاط الإعلامي وفقاً للتشريعات الجزائية والمدنية النافذة في الدولة ووفق قواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية. 2 2- ضوابط مهنية تتعلق بأخلاقيات وشرف المهنة: وتتجسد بمجموعة القيم والأعراف والتقاليد التي ترسخت عبر الزمن في الوسط الإعلامي نتيجة الحكمة والخبرة والممارسة وتولد بشأنها شعور عام بوجوب الالتزام بها وإيقاع الجزاء بمن يخالفها، وتشرف النقابات الخاصة بالمهنة على مسألة الالتزام بها وإيقاع الجزاءات عند مخالفتها. 3- ضوابط تتعلق بفكرة النظام العام والآداب العامة: وتعبر هذه الفكرة عن المعتقدات العليا للشعب أو بعبارة أخرى هي مجموعة القيم الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية العليا التي تسود مجتمعاً ما وتعبر عن ضميره الأدبي في زمان معين ومكان معين، والمساس بهذه الضوابط قد يؤدي إلى أزمة اجتماعية كبرى. 4- ضوابط تتعلق بمصالح الدولة العليا: تبرز عادة في الأحوال الاستثنائية التي تمر بها الدولة وتهدد وجودها، كالحروب والأزمات بمختلف أنواعها وحالات الطوارئ، وهذه ذات طبيعة قانونية وأخلاقية، وتعبر هذه الضوابط عن مدى حرص الإعلامي والمواطن حينما يمارس حريته التعبيرية على بلده ومدى ما يمكن أن يقدمه لبلده من مساعدة في مثل هذه الأحوال، وما يمكن أن يقال أو لا يقال، ولو اختلف في الرأي مع النظام السياسي القائم.
عناصر ووسائل الخطاب الإعلامي المضلل
قامت بعض وسائل الإعلام بشن حملة منظمة تستهدف بلدنا الحبيب مصر وأمنه واستقراره لتكون بذلك جزءاً من سلسلة المؤامرات المستمرة على قلعة المقاومة والصمود في وجه المخططات الغربية الرامية لحرفه عن مساره القومي العربي المقاوم. وتمت إدارة الصراع الإعلامي من قبل ذوي الخبرة في التأليف والتمثيل والتلحين والإنتاج والإخراج.. فأنتجت التمثيليات والتحقيقات الإخبارية المفتعلة أو التي تستند إلى أكاذيب مختلقة بهدف التشكيك وخلق قناعة عامة رافضة ومنتقدة للواقع، وكان كل شيء سيئاً من وجهة نظر هذا الإعلام، ويمكن تحليل عناصر الخطاب الإعلامي المضلل ووسائله على النحو الآتي: 1- استغلال رغبة الناس المشروعة في الحرية والكرامة والتخلص من الفساد وتحويل رغبات الناس إلى ثورة على النظام عبر إقناعهم أن طريق الإصلاح من داخل النظام مغلق. 2- تسويق أن الحل هو ثورة شاملة. 3- استخدام كلمات براقة ومحببة للناس وترمز إلى ما لا يختلف عليه اثنان فالكل يحب الحرية ويكره الظلم، ويحب العدل ويكره الفساد، ويحب الكرامة ويكره الذل، ويحب الربيع ويكره الشتاء على قاعدة «كلمة حق يراد بها باطل». 4- تسويقه المتآمرين والمخربين كأشخاص وطنيين لا يعارضون النظام ويدعون إلى المجتمع المدني. 5- إعداد كوادر مدربة على التقنيات الإعلامية الحديثة كالمدونات والإنترنت تخدم هؤلاء المتآمرين في التواصل مع الجمهور. 6- فبركة أفلام فيديو لا يمكن التثبت من صحتها لأحداث مثيرة للمشاعر الدينية والاجتماعية. 7- إضفاء الشرعية على الأعمال الإرهابية المسلحة، وذلك من خلال إطلاق صفة الثورة على الأعمال الإجرامية التي استهدفت المجتمع، ولا يمكن من الناحية القانونية والواقعية إطلاق هذه الصفة على التنظيمات الإرهابية المسلحة. - 8- الكذب والافتراء ثم الاعتذار لإيهام الرأي العام بأنهم إعلام صادق. | |
|