أول التقنيات التي ظهرت لتعريب الطابعات كانت عن طريق كتابة برنامج يعمل في خلفية النظام، بمعنى أن عملية التعريب تتم في نفس وقت تنفيذ البرامج دون التأثير على طريقة عملها وذلك من خلال القاطع المؤقت 8H حيث يتم تخزين مؤقت لأوامر الطباعة كي تتم معالجتها. وحيث أن عمليات التحكم وإرسال البيانات إلى الطابعة تتم عن طريق القاطع 17H فإن عمل برامج التعريب هو مقاطعة عمل القاطع 17H قبل وصول البيانات إلى الطابعة ومعالجتها و ثم إرسالها إلى الطابعة كالمعتاد.
تتم هذه العملية على الطابعات التي تستخدم تقنية رسم الحدود الخارجية للحرف (Outline fonts) حيث يمكن رسم الحرف بمنتهى الدقة والحساسية. ويتلخص عمل البرامج المستخدمة للتعريب في المراحل التالية:
1. فحص البيانات المرسلة إلى القاطع 17H.
2. إذا كانت البيانات تدل على حروف فإن البرنامج يستقبل سطراً كاملاً ويعمل على تعريبه وإرسال النسخة المعربة إلى الطابعة بدلاً من الرسالة الأصلية. و بما أن الطابعة لن تتعرف على النصوص التي تكون بلغات أخرى غير لغة الطابعة وبالتالي تتعامل معها كصور فإن برامج التعريب تعمل على معرفة الحرف و من ثم تجهيزه لكي يتم رسمه بواسطة الطابعة.
3. إذا كانت البيانات تدل على أوامر تحكم في الطابعة فإنه يتم إرسالها مباشرة للطابعة.
4. إذا كانت البيانات تدل على أن الطابعة تعمل في الوضع الرسومي (Graphics) فإنه يتم إرسالها إلى الطابعة مباشرة.
و لكن يعيب هذه التقنية استهلاك جزء من ذاكرة الجهاز أثناء عملية التعريب، وكذلك أنها تستهلك وقتاً طويلاً في عملية الطباعة. و كتطوير لهذه التقنية ظهرت مجموعة من أساليب التعريب بعد ذلك تحاول تلافي عيوب هذه التقنية ولكن التحسين كان جزئياً وبسيطاً[10].
وفي هذه الأثناء تم تصميم خطوط عربية باستخدام تقنية رسم الحد الخارجي للحرف (Outline fonts) لأجل تفادي العيوب التي ظهرت مع استخدام برامج التعريب. وقد انتشرت هذه التقنية حتى ظهرت برامج تساعد على تصميم الخطوط باستخدام هذه التقنية. ومع أن هذه التقنية أدت إلى حل كثير من المشاكل التي كانت تصاحب برامج التعريب، إلا أنها لم تزل تعاني من استهلاك وقت طويل في الطباعة.
لحل المشكلة السابقة في طباعة النصوص الإنجليزية، فإنه تم تزويد الطابعة بدعم للخطوط الإنجليزية الأساسية على شكل خريطة نقطية للحرف (Bit-mapped fonts) في برامج تشغيلها مما يسرع من عملية طباعة النصوص باستخدام هذه الخطوط. ولمحاكاة هذا الأسلوب في الطباعة باللغة العربية قامت بعض الشركات العربية بتصميم شريحة تضاف إلى الطابعة بغرض دعم الخطوط العربية الأساسية على شكل خريطة نقطية للحرف (Bit-mapped fonts) مما يسرع من عملية طباعتها، و يتم إضافة هذه الشريحة إلى الطابعة مع ملاحظة أنه يجب مراعاة نوع الطابعة المستهدفة.
5-3 طباعة النصوص العربية في الطابعات الحديثة
في بدايات التسعينات الميلادية كانت عملية طباعة النصوص العربية على الطابعات تعد عملية شاقة بسبب قلة الطابعات التي تدعم طباعة النصوص العربية وكثرة مشاكلها من ناحية الإخراج الفني للطباعة؛ ولكن نظرا للنمو الملحوظ في السوق التقنية في العالم العربي و الإقبال الشديد على استخدام تقنيات الحاسب الآلي في مجالات الحياة العامة، قامت مجموعة كبيرة من مصنعي الطابعات بإضافة اللغة العربية إلى قائمة اللغات التي تستطيع الطابعات التعرف عليها و طباعتها بشكل صحيح عن طريق إضافة تعديلات إلى نظام تشغيل الطابعة.
و في الغالب فقد كانت الشركات المصنعة للطابعات والتي لا تدعم الطباعة باللغة العربية في طابعاتها سواء كان ذلك بشكل عام أو أنها لا تدعم طباعة اللغة العربية تحت نظام تشغيل معين (نظام لينيكس على سبيل المثال) تقوم بتوفير تحديثات لأنظمة التشغيل الخاصة بالطابعات تمكنها من التعامل مع اللغة العربية و لكن بعد طرح المنتجات بفترة زمنية.
و مع اهتمام شركة ميكروسوفت بدعم اللغة العربية في أنظمة تشغيلها و اهتمام الشركات المصنعة لمرفقات الحاسب بذلك أيضا، و في إطار تحسين أداء نظام تشغيل ميكروسوفت ويندوز قامت الشركة بتوفير مرجع ضخم لأنظمة تشغيل كثير من مرفقات الحاسب الآلي التي تنتجها مختلف الشركات و من ضمن ذلك الطابعات، حيث وفرت أنظمة التشغيل الخاصة بمنتجات أكثر من ثمانين شركة من الشركات المصنعة للطابعات. ويتم توفير هذه الأنظمة عن طريق التنسيق بين شركة ميكروسوفت و الشركات المصنعة لملحقات الحاسب الآلي. و تسهل هذه العملية الكثير على المستخدم، حيث كل ما عليه هو تشغيل الجهاز الملحق الذي يريد استخدامه ويقوم النظام باستخدام نظام التشغيل المناسب لهذا الجهاز الملحق.
وكذلك يوفر نظام تشغيل ميكروسوفت ويندوز إمكانية طباعة نصوص اللغات غير المدعومة بواسطة الطابعة إذا كان للطابعة القدرة على طباعة الرسومات و الصور عن طريق تحويل النص المراد طباعته إلى صورة و من ثم إرسالها إلى الطابعة حيث يتم طباعته بشكل صحيح و بجودة جيدة نوعا ما. وهذا ما يفسر قدرة الطابعات التي لا تعدم اللغة العربية على طباعة النصوص العربية تحت أنظمة ميكروسوفت ويندوز التي تدعم اللغة العربية حتى و إن لم تكن واجهة نظام التشغيل عربية.
وبعد أن عرضنا مجموعة من تقنيات التعريب، فإننا سنتحدث بشيء من التفصيل عن تقنية الخريطة النقطية للحرف العربي لأنها تعد الأحدث في تقنيات التعريب. هذه التقنية قد تم تطبيقها من قِبل مجموعة من الشركات من ضمنها شركة سدكو (Sedco)، لذلك سنأخذ منتجات هذه الشركة كنماذج للدراسة.
6. تعريف بشركة سدكو
تأسست شركة سدكو في العام 1983 ميلادي في الأردن و قد تم تسمية الشركة بـ (SEDCO) و الاسم اختصار لـ (1)Systems and Electronic Development FZCO. وقد تخصصت الشركة في تقنية المعلومات و تطوير النظم حيث قامت الشركة بتقديم خدماتها لكثير من الشركات و المنظمات العربية و العالمية. و قد اكتسبت الشركة الخبرات نتيجة سعيها الحثيث لتطوير الخدمات للمجتمعات العربية سواء على مستوى البرامج أو على مستوى العتاد. أدى ذلك إلى توسعها في البلدان العربية حيث يوجد لها فروع في كل من المملكة العربية السعودية و مصر و الكويت و الإمارات العربية المتحدة. ولم يقتصر توسع الشركة على المستوى العربي فقط، حيث أن للشركة مكاتب في الولايات المتحدة الأمريكية و لها تعاون مع كثير من الشركات العملاقة في مجال تقنية المعلومات حيث حصلت الشركة على شهادة شركاء مايكروسوفت، و هو ما يعني توافق منتجات الشركة مع منتجات شركة مايكروسوفت. و للشركة جهود بارزه في مجال التعريب، حيث أن من أهم نشاطاتها تعريب الشاشات (الطرفيات) و تعريب الطابعات و يزيد من كفاءة هذه المنتجات ما للشركة من علاقات مع كبار الشركات العاملة في هذه المجالات مثل شركة Brother و Printronix و Thales و كذلك توفقها مع منتجات شركة ميكروسوفت.
و تقدم الشركة أيضا الحلول في المجالات العامة مثل المطارات و وكالات الأنباء و الصحف و الإذاعة و التلفزيون. و تسعى الشركة إلى دعم منتجاتها عن طريق وضع موقع على الشبكة العالمية ((Internet فيه آخر التطويرات لهذه المنتجات مع قسم للدعم الفني و طرق التواصل مع الشركة.
من الشركات المستفيدة من خدمات الشركة في المملكة العربية السعودية شركة الكهرباء السعودية و شركة الراجحي المصرفية و شركة المياه، و هذه الشركات تعد من أهم القطاعات التجارية في المملكة من ما يبين منزلة شركة سدكو في سوق التقنية [2].
6-1 تقنية شركة سدكو
تقنية سدكو تقوم على استخدام طبقة يتم إضافتها بين الحاسب والطابعة و تعرف بطبقة التعريب الشفاف (Transparent Arabization Layer) . حيث بواسطة هذه الطبقة يمكن التعرف على اللغة العربية و معاملتها بأسلوب مشابه لما يتم به معاملة النصوص الإنجليزية و هذه الطبقة مسئولة أيضا عن التعامل مع خصوصية اللغة العربية، من حيث الحركات و الأرقام و أشكال الحروف. ومن مميزات هذه الطريقة أن الحاسب والطابعة لا يعلمان بوجود هذه الطبقة. لذلك تسمى هذه الطبقة بطبقة التعريب الشفاف.
و تستخدم التطبيقات الأجنبية هذه الطبقة لتنتج بيئة عمل مناسبة تساعد التطبيقات على العمل بشكل صحيح مع المدخلات العربية (انظر شكل 7).
و بسبب أن جهود التعريب في البدايات كانت تميل إلى الفردية و الاستقلالية بشكل كبير فقد تم تطوير الطبقة المسئولة عن التعريب بطرق متعددة و نقاط الاختلاف الأبرز فيما بين هذه الطرق هي:
1. طريقة الترميز المستخدمة في هذه الطبقة : حيث من الممكن استخدام ترميز يعمل على 8 بت أو ترميز يعمل على 7 بت على حسب الترميز المستخدم في الجهاز.
2. القدرة على التحويل بين جداول الترميز : حيث أنه في حالة استخدام 7 بت كطريقة للترميز فإنه من الممكن إنتاج 128 رمز و هذا غير كافي لتمثيل الرموز العربية و الإنجليزية في وقت واحد فيتم استخدام جدولين للترميز أحدهما للغة الإنجليزية و الآخر للغة العربية. و لكن في حالة استخدام 8 بت كطريقة للترميز فيمكن الاكتفاء بجدول ترميز واحد يشمل اللغتين العربية و الإنجليزية.
و لكي تعمل تقنية سدكو على أكمل وجه، فقدم تم تجهيزها لتعمل بشكل صحيح مع مجموعة كبيرة من الطرق التي تم بواسطتها تطوير هذه الطبقة مثل:
ولكن هناك الكثير من جداول الترميز تحت كل طريقة من الطرق السابقة، حيث أن الحاسب الآلي و الطابعة كلاهما يستخدمان الترميز لتمثيل الحروف والأرقام وكل حرف أو رقم يمثل برمز مميز (رقم) و لا يمكن أن يكون هناك رمز مكرر داخل نفس الجدول ، بينما تختلف الرموز من جدول ترميز إلى آخر.
و يحتوي جدول الترميز على حالات الأحرف و رموز أخرى مهمة و بعض الرموز الخاصة و أحرف للتحكم مثل بداية سطر جديد و إرجاع المؤشر إلى بداية السطر و غيرها. و بالنسبة للغة العربية فيوجد الكثير من جداول الترميز المختلفة و المتنوعة التي نشأت نتيجة للجهود الفردية أثناء مراحل التعريب الأولى، و من ثم استمرت نتيجة لاستمرار تطبيقاتها في العمل و هذا هو سبب كثرتها. و سعياً من شركة سدكو في جعل منتجها قادر على التعامل مع هذا العدد الكبير من جداول الترميز فقد قامت بدعم ما يزيد عن 70 جدولاً من جداول الترميز و جعلت لها ترقيماً داخليا بحيث مكنّها من التعامل مع كل جدول على حدة في حال الحاجة إلى استخدامه [3].
تتميز الحروف في اللغة العربية عن غيرها من اللغات باختلاف أشكالها حسب موقعها من الكلمة و لكن رقم الترميز لجميع أشكال الحرف الواحد هو نفسه، وبسبب هذا فإن وسائل الإخراج هي المسئولة عن تحديد الشكل المناسب للحرف. ولذلك تستخدم شركة سدكو مجموعة من التقنيات و الدوال التي تقوم بمعالجة محتوى النص لأجل الوصول إلى الشكل المناسب للحرف في الطباعة.
لتعريب الطابعات من نوعSUPRA و MAGNA، اللتان تنتجهما شركة Printonix، قامت شركة سدكو ببعض التعديلات على الطريقة الأساسية لعمل الطابعة. حيث أنه في الطريقة الأساسية قبل التعديل ( كما هو موضح في الشكل
فإن البيانات بعد إصدار أمر الطباعة يتم معالجتها في مرحلة محاكاة الطابعة ثم يتم إرسالها إلى نظام تشغيل الطابعة لإخراج النواتج النهائية لأمر الطباعة. و لكن في النظام المعدل من شركة سدكو تم إضافة معالج إضافي لمعالجة النصوص العربية و تم وضع هذا المعالج في المرحلة الأولى قبل مرحلة محاكاة الطابعة ويتكون من قسمين:
1. معالجة أوامر الطابعة : حيث يتم تحويل جميع الأوامر المرسلة إلى الطابعة مع البيانات إلى مرحلة محاكاة الطابعة.
2. التعريب : تستقبل جميع الحروف المطبوعة القادمة من البيانات، و تعمل على تعريبها سطراً بعد سطر.
و من خصائص هذا المعالج الإضافي دعمه لأنظمة محاكاة لكثير من أنواع الطابعات المشهورة من هذه الأنظمة IBM وEpson FX و HP و Ansi وC.Itoh.
و يقوم المعالج بإرسال ناتج هذه المعالجة إلى مرحلة محاكاة الطابعة و تستمر بعد ذلك المراحل الأخرى
(انظر الشكل 9) [4][5].
6-2 طابعات سدكو
يمكن الاستفادة من التقنية التي تقدمها شركة سدكو بإحدى طريقتين، إما شراء طابعة من شركة سدكو أو عن طريق تركيب الشريحة الخاصة بالتعريب في الطابعة المستهدفة إذا كانت مدعومة بهذه التقنية.
و قد قامت الشركة بعقد اتفاقيات مع بعض الشركات المنتجة للطابعات حيث تقوم الشركة بإضافة بعض التعديلات على الطابعة لتقوم بمهمة التعريب و من ثم تتولى مسؤولية بيعها و توزيعها و ضمانها دون أي مسئولية للشركة المنتجة للطابعة. وتنقسم الطابعات التي تنتجها شركة سدكو إلى ثلاثة أنواع:
1. سلسلة طابعات Supra من إنتاج شركة Printonix [4].
2. سلسلة طابعات Magna من إنتاج شركة Printonix [5].
3. سلسلة طابعات Ultima من إنتاج شركة Epson [6].
6-2-1 سلسلة طابعاتSUPRA
هذه النوعية من الطابعات هي طابعات ليزرية. تتميز بسرعة الطباعة حيث تصل إلى 24 ورقة / دقيقة كما أن دقة الطباعة فيها 300×300 نقطة لكل إنش. وقد تم تزويدها ببرامج خاصة طورت بواسطة سدكو لتسرع عملية الطباعة بالعربية و الإنجليزية في بيئة ميكروسوفت ويندوز. شكل 10 يوضح شكل الطابعة التي تنتجها شركة سدكو. وتتيح شركة سدكو إمكانية تحديث البرنامج التشغيلي الموجود على الطابعة عوضاً عن شراء طابعة جديدة بنفس مميزات هذه الطابعة. حيث يمكن التحديث عن طريق قرص مرن عليه البرنامج الجديد يمكن الحصول عليه من الشركة أو عن طريق الانترنت، وكل ما على المستخدم هو إطفاء الطابعة، ثم إدخال القرص المرن داخل الطابعة خلال فتحة خاصة ثم تشغيل الطابعة من جديد وهي ستقوم بتحديث نفسها [4].
6-2-2 سلسلة طابعات MAGNA
هذه النوعية من الطابعات النقطية تقوم بالطباعة سطراً بعد سطر مع إمكانية تحديد حجم الفراغ بين السطور و تصل دقة الطباعة إلى 96×180 نقطة لكل إنش.
و قد تم تزويدها ببرامج خاصة طورت بواسطة شركة سدكو لتسرع عملية الطباعة بالعربية و الإنجليزية في بيئة ميكروسوفت ويندوز. انظر الشكل 11 لنموذج من هذا النوع من الطابعات.
وهذا النوع من الطابعات قابل للتحديث. حيث يمكن للمستخدم تحميل أحدث البرامج من الشركة المنتجة للطابعة. ويتم ذلك عن طريق الحاسب والوصلة المتوازية. حيث يتم تشغيل البرنامج وهو سيتعرف على الطابعة ويحدث ما بها من برامج تشغيلية. وقد كانت تقنية تغيير الشريحة (EPROM) هي التقنية المستخدمة، ولكن لصعوبة هذه العملية حيث يجب أن تتم تحت إشراف المختصين، فقد تم إبدالها للتسهيل على المستخدم [5].
6-2-3 سلسلة طابعات Ultima
هذه الطابعة تعتمد على تقنية الطابعات النقطية. وتقاس سرعة طباعتها بعدد الأحرف بالثانية، فتقدر سرعتها بـ465 حرفاً بالثانية بمقدار 15 حرفاً بالإنش الواحد. وكأي طابعة من شركة سدكو، فإنها تدعم اللغة العربية. ومن مميزات هذه الطابعة أنها تطبع على أنواع مختلفة من الأوراق كالورق الكربوني والورق المتصل. شكل 12 يوضح شكل الطابعة. وأما بالنسبة لتحديث البرامج الموجودة على الطابعة، فلم نستطع التعرف على الطريقة التي تتم بها عملية التحديث [6].
7. الطباعة العربية على طابعات سدكو
في هذا القسم سنغطي الكيفية التي يتم بها التعامل مع الأحرف والأرقام والحركات وكيفية طباعتها بالشكل المناسب للمحتوى. وسنتكلم بشيء من التفصيل عن بعض الحالات الخاصة لطباعة الأحرف العربية.
7-1 طباعة الأحرف
كما هو معلوم، فإن لكل حرف في اللغة العربية شفرة خاصة بالآسكي. فمثلاً، نجد أن حرف الحاء بجميع أشكاله (ح ، حـ ، ـح ، ـحـ) لها رمز واحد في جدول الآسكي، والمسئول عن تحديد الشكل المستخدم في الطباعة هو المعالج الذي تم وضعه من قِبل شركة سدكو. هذا المعالج يسمى بمحلل السياق (Context Analyzer). بعد أن يستقبل هذا المعالج الحرف، فإنه إذا كان حرفاً انجليزياً فإنه يمرره كما هو إلا إذا اختار المستخدم أن يجعل جميع الأحرف كبيرة أو صغيرة. أما إذا استقبل المعالج حرفاً عربياً، فإنه نظراً إلى موقع الحرف (بداية المقطع، وسط المقطع، نهاية المقطع، مستقل) يختار المعالج الشكل المناسب. وللمستخدم الخيار بإلغاء عمل هذه المعالج وجعل جميع الأحرف مستقلة.
هناك ثمانية أحرف عريضة باللغة العربية (ب، ت، ث، ف، س، ش، ص، ض). وعند طباعة هذه الأحرف بنفس حجم الخانة التي تطبع فيها الأحرف الباقية، فإنها لا تظهر بالشكل الصحيح. لذلك، فإنه عند طباعة هذه الأحرف، يتم تطبيق أحد هذه الخيارات التي اختارها المستخدم من قبل:
1. طباعة الحرف على خانة واحدة : وتسمى هذه الطريقة بالذيل المضغوط (Compressed Tail).
2. طباعة الحرف على خانتين : يطبع الحرف على خانتين إذا كان يليه مسافة أو فاصلة أو فاصلة منقوطة أو نقطة أو أي حركة من الحركات، و يطبع على خانة واحدة إذا كان يليه شيء آخر غير ذلك. وتسمى هذه الطريقة بالذيل المتغير (Variable Tail).
هناك حالة خاصة عندما يأتي حرف الألف بعد حرف اللام. فبدلاً من طبعاتها كالشكل "لـا"، تتم طباعتها على الشكل "لا" الذي يأخذ خانة واحدة لطباعته، أو على الشكل "ﻻ" الذي يأخذ خانتين لطباعته، اعتمادا على اختيار المستخدم.
عند استقبال سطرٍ أطول مما تتوقعه الطابعة، فإن للمستخدم خياران، إما أن الطابعة تطبع ما تبقى من السطر على سطر جديد؛ أو أنها تهمل ما تبقى من السطر [3].
7-2 طباعة الأرقام
هناك أربعة طرق لطباعة شكل الأرقام على الطابعة، وهي كالتالي:
1. الشكل العربي لكل النص (1, 2, 3, …)
2. الشكل الهندي لكل النص (1، 2، 3...)
3. الشكل العربي مع النص الانجليزي والشكل الهندي مع النص العربي.
4. الشكل الهندي مع النص الانجليزي والشكل العربي مع النص العربي.
وللمستخدم الخيار بأي من هذه الطرق الأربعة بغض النظر عن طريقة إرسالها للطابعة من الحاسب. وبالنسبة لرقم "اثنان" بالشكل الهندي، فإن للمستخدم الخيار إما بطباعتها بخط النسخ "2" أو بخط الرقعة "2".
تعتبر النقطة باللغة الانجليزية نهاية جملة، كما أنها تعتبر فاصلاً بين خانات الأرقام. أما بالنسبة للعربية فإن النقطة تعتبر نهاية جملة ولكن الفاصلة "," هي التي تستخدم لفصل خانات الأرقام. فنجد في طابعات سدكو أنهم يستخدموا النقطة للتعبير عن كلا الاستخدامين ثم ترك المعالج يقرر أي من الشكلين يستخدم. أي أن للنقطة والفاصلة نفس شفرة الآسكي. فعند معالجة النقطة، ينظر المعالج ما إذا كانت هذه النقطة ملاصقة لرقم أو لا. فإذا كانت ملامسة لرقم، فإنه يتم تحويلها إلى فاصلة ",". ولوضع نقطة بعد رقم فيجب وضع مسافة ثم نقطة. وعند وجود أكثر من نقطة متجاورة ملامسة لرقم فإنها تعامل كنقطة وليس كفاصلة [3].
7-3 طباعة الحركات
هناك طريقتان لطباعة الحركات على الطابعة. الطريقة الأولى هي طباعة الحركات فوق وتحت الحروف. أما الطريقة الأخرى فهي طباعة الحركة بعد الحرف عن طريق إضافة كشيدة "ـ" بعد الحرف عليها الحركة، وفي حالة كون الحركة على حرف لا يوصل بما بعده فإن الكشيدة لا تضاف. ولمستخدم الطابعة الخيار باستخدام أي من الطريقتين أو عدم طباعة الحركات حتى لو تم إرسالها إلى الطابعة من قِبل الحاسب.
بالنسبة للطريقة الأولى، فإن طباعة الحركات تتم عن طريق وضعها فوق الحرف تماماً، إلا حركتي الكسرة و تنوين الكسر. وفي حالة وجود الشدّة، فإنه تتم طباعة الحركتين كحركة واحدة. ولكن ما يعيب هذه الطريقة هي أنه يجب الانتباه إلى المسافات بين الأسطر حتى لا يتم تداخل الأسطر مع بعضها.
أما بالنسبة للطريقة الثانية، فإنه يتم طباعة الحركة على خانة منفصلة بعد الحرف الذي عليه الحركة. فإذا كان الحرف يوصل بما بعده فإنه تتم إضافة كشيدة تصل بين الحرفين وتكون الحركة إما فوقها أو تحتها. وفي حالة وجود حركتين، فإن كل حركة تكون على خانة منفصلة عن الأخرى [3].
8. آراء حول هذه التقنية
• عند التعريف بالتقنية التي تقدمها شركة سدكو كان الكثير من المستخدمين يتسائلون عن فائدة استخدام مثل هذه التقنية في ظل انخفاض أسعار الطابعات العادية. والجواب على هذا السؤال يتضمن عدة نقاط:
o استخدام الطابعات التي تعمل بهذه التقنية يقلل من الوقت المستهلك في عملية الطباعة.
o أن الطابعات تعطي المستخدم القدرة على التحكم بشكل كامل بنواتج الطباعة بغض النظر عن الشكل الذي تظهر به النواتج على الشاشة.
o أن بإمكان المستخدم أن يطلب اضافة خاصية معينة إلى الطابعة (مثل طباعة جميع النصوص بخط عريض).
o أن المستخدم العادي قد لا يدرك فائدة مثل هذه التقنية بسبب استخدامه البسيط لتقنية الطباعة وامكانية اضاعة كثير من الوقت في عملية تجهيز مخرجات الطباعة بالشكل الذي يريده. بينما في الشركات الكبيرة تتم عمليات الطباعة بشكل يومي وبكميات كبيرة جداً تستهلك كثيراً من الوقت في حالة طباعتها بالطابعات العادية ولكن باستخدام مثل هذه التقنية يتم توفير الكثير من الوقت المستهلك في عملية الطباعة وكذلك يتم توفير الوقت اللازم لاخراج نواتج الطباعة بشكل ملائم عن طريق استخدام خصائص الطابعة.
• بظهور هذه التقنية فإن تقنيات الطباعة المستخدمة للغة العربية هي تقريبا في نفس المستوى الذي وصلت إليه تقنيات الطباعة باللغة الانجليزية و هذا يسد جزء من الفجوة التي يواجهها الكثير من المستخدمين للتطبيقات العربية.
• عند التعريف بهذه التقنية وجد أن الكثير من المتخصصين يجهلها، بل إن الأغلبية منهم لا يعلم شيئا عن طرق الطباعة باللغة العربية و المراحل و التقنيات المستخدمة فيها. ويرى هؤلاء أن السبب في ذلك يعود إلى قلة الدعاية لمثل هذه المنتجات على مستوى الأفراد أو حتى التعريف بها على المستويات الأكاديمية.
• المستخدمون لهذه التقنية أبدو ارتياحهم لأدائها، حيث تقوم بتوفير الوقت مع الحفاظ على الجودة في الطباعة مما يساعد على قضاء أعمال الطباعة و من ثم التوزيع في فترة وجيزة مقارنة بالوضع قبل استخدام هذه التقنية حيث أن الطباعة وحدها قد تستهلك أياما عدة.
• المؤسسات و القطاعات الحكومية الكبيرة هم أكبر شريحة من المستخدمين لهذه التقنية و بالتالي فإن التكاليف لشراء مثل هذه التقنية يمكن تغطيتها بسهولة نظرا لما ستوفره من الوقت، ولكن هذه التكاليف تعد مرتفعة جدا على المستخدم العادي خصوصا إذا علمنا ما تمر به السوق التقنية هذه الأيام من انخفاض حاد في الأسعار حيث يمكن شراء طابعة ملونة من أي الماركات الممتازة في السوق بسعر قد لا يتجاوز المائتين ريال .
• المنتجون لهذه التقنية يرجعون قلة الدعاية لها إلى أسباب ارتفاع تكاليفها نسبيا على مستوى الأفراد و سبب ذلك أن الشركة ملزمة بضمان و صيانة أي أعطال في الطابعة بعد تعديلها إضافة إلى صيانة و تطوير التقنية المستخدمة فيها.
9. مستقبل تقنية الطباعة
كما هو معلوم، فإنه لا يمكن الاستغناء عن الورق في حياتنا اليومية. لذلك، لا يمكن الاستغناء عن الطباعة. ولكن بسبب كثرة استخدام الورق، وأنه بعد الطباعة على الورق لا يمكن تغيير ما عليها. فقد حاولت الشركات تطوير تقنيات تعمل على التقليل من استخدام الورق، ولكن بنفس فوائد الورق من سهولة النقل والرخص والوضوح.
هناك شركتان تبحثان في مستقبل تقنية الطباعة. شركة E-Ink و شركة Xerox. كلتا الشركتين توصلا لنفس التقنية، والتي تسمى بالحبر الاليكتروني. هذه التقنية تسمح بحمل ورقة قابلة للكتابة عليها وإعادة الكتابة. هذه الورقة ليست كالورق العادي، ولكنها عبارة عن مادة بداخلها ملايين الكرات. هذه الكرات هي التي تتشكل بالأبيض أو بالأسود اعتماداً على ما يراد كتابته. بالنسبة لتقنية شركة إي انك فإن هذه الكرات تحمل بداخلها مادة سوداء تحمل شحنة سالبة ومادة بيضاء تحمل شحنة موجبة. وعند شحن المنطقة التي تحت الكرة بشحنة سالبة فإن الكرات السوداء تسبح بعيداً باتجاه المنطقة المرئية والكرات البيضاء تنجذب للأسفل باتجاه المنطقة غير المرئية [9].
أما بالنسبة لتقنية شركة Xerox، فالكرات ليس بداخلها شي، ولكنها مصبوغة من جهة باللون الأسود ومن جهة باللون الأبيض. وعند شحن المنطقة التي أسفل الكره بالشحنة السالبة فإن الكرة تدور بحيث يكون وجهها الأسود باتجاه المنطقة المرئية. أما عند شحنها بالشحنة السالبة فإن وجهها الأبيض هو الذي يكون باتجاه المنطقة المرئية [8].
عندما يريد مستخدم هذه التقنية أن يكتب على ورقته، فإنه يجب عليه أن يصل الورقة بالحاسب الآلي الذي بدوره يقوم بشحنها بالشُحن المناسبة. ثم بعد ذلك فصل الورقة وتكون جاهزة للقراءة. أي أن هذه الورقة لا تحتاج إلى طاقة إلا عندما نريد الكتابة عليها، فيما عدا ذلك فإنها لا تستهلك أي نوع من أنواع الطاقة.
هذه التقنية لم تظهر بعد في السوق بسبب غلائها وبسبب قلة وضوحها وسماكة الورقة. وأيضا، تسعى كلٌ من الشركتين بأن تضيف تقنيات أخرى عليها. مثل استبدال شاشات الجوالات والحاسبات الكفيّة بهذه التقنية لأنها حسب ادعائهما أنها تستهلك عُشر الطاقة التي تستهلكها هذه الشاشات. وأيضا بأن يكون عند كل شخص جريدة تحمل هذه التقنية، وبدلا من عناء توصيل الجرائد للقراء يوميا، تكتفي الجريدة بضغط زر لديها لتحديث المعلومات عند الأشخاص عن طريق الاتصال اللاسلكي [8].
هذه التقنية لا تهدف إلى الاستغناء عن الورق، ولكنها تهدف لأن تكون عاملاً مساعداً في الحياة اليومية. ولحل مشاكل البيئة مثل قطع الأشجار. أيضاً تهدف هذه التقنية إلى التقليل من تكاليف إعادة تصنيع الورق، حيث يكتفى بورقة واحدة تستخدم مرات عديدة.
10. مستقبل تقنية التعريب
من أبرز المعوقات لتقنيات التعريب هي التكاليف العالية للإنتاج و الصيانة مما يؤدي إلى رفع سعر البيع و بالتالي يقلل من إقبال الأفراد على مثل هذا المنتج. و كحل أمثل لهذه المشكلة يتوقع أن تقوم الشركات المصنعة للطابعات بشراء تقنيات التعريب ودعمها بمستوى أوسع من حيث الإمكانات. كذلك نرى الآن استقطاب بعض الخبرات العربية للعمل ضمن مجموعات التصميم و التطوير في الشركات المصنعة و الاهتمام الكامل بدعم اللغة العربية وسبب هذا هو النمو المطرد في السوق التقنية في العالم العربي مما يزيد الحاجة إلى منتجات تدعم اللغة العربية بشكل كامل. وكما ذكرنا في أثناء البحث فإن شركة سدكو على سبيل المثال تقوم بإعطاء آرائها لمجموعة من المصنعين للطابعات و ذلك بطلب من المصنعين نتيجة اهتمامهم بتوافقية منتجاتهم مع اللغة العربية و الأداء الأفضل لها مما يغرى المستخدم بشراء هذه المنتجات.
11. نتائج البحث
كان الهدف من بحثنا هو مقارنة منتجات شركتين، هما شركتي سدكو و آليس. وقد راسلنا الشركتين ولم تتجاوب معنا إلا شركة سدكو. وبعد أن بحثنا وضعنا مع مشرف البحث الدكتور عبد الملك السلمان، اقترح علينا مراسلة شركات عالمية. وقد حاولنا مراسلة مجموعة من الشركات مثل شركة HP و شركة Epson لمعرفة تقنيات التعريب المستخدمة في الطابعات التي تنتجها هذه الشركات، ولكن للأسف لم نجد أي تجاوب لذلك اقتصر بحثنا على منتجات شركة سدكو.
بعد أن بحثنا في هذا المجال، وجدنا أن هناك الكثير من المحاولات لتعريب الطابعات من قِبل شركات عربية وبأيدي عربية. وبعد أن عرفنا عن تقنية شركة سدكو، وكيفية عمل طابعاتها، خرجنا ببعض النتائج. من هذه النتائج، أن شركة سدكو لا تهدف إلى التسويق للمستخدم العادي حالياً، حيث أن زبائنها من الشركات. ويرجع هذا إلى أن المستخدم العادي لا يطبع أوراقاً كثيرة، ففي الشهر لا يتعدى 1000-2000 ورقة كمعدل إذا كان يعتمد على الطابعة في عمله. ولكن بالنسبة للشركات، فهي تحتاج إلى السرعة في الطباعة لأنها تطبع ملايين الأوراق في الشهر إذا كانت شركة كبيرة. فمثلاً، شركة الاتصالات، وهي من زبائن شركة سدكو، تحتاج إلى السرعة في طباعة الفواتير حتى لا تتأخر على الزبائن. وهناك أيضا بنك الراجحي الذي يطبع بيانات حسابات الزبائن الشهرية ويرسلها لهم.
من الأشياء التي لفتت انتباهنا أثناء البحث محاولة شركة سدكو تغطية حاجة أكبر شريحة ممكنة من المستخدمين العاديين الراغبين بامتلاك طابعات سدكو أو من الشركات عن طريق توفير أنواع متعددة و مختلفة من الطابعات. فهناك الطابعات الليزرية والطابعات النقطية التي تطبع على الورق الكربوني، وهناك الطابعات التي تطبع سطراً سطراً. وهذا لا يدل إلا على حرص الشركة على خدمة العملاء بما يناسب احتياجاتهم ومتطلباتهم.
قائمة المراجع:
[1] موقع شركة سدكو (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][2] عن شركة سدكو (http://www.sedco-online.com/about_sedco.htm)
[3] تقنية تعريب شركة سدكو. ملف arabization.pdf، تم تحميله من الموقع(http://www.sedco-online.com/support/users_manuals/users_manuals.html)
[4] تقنية تعريب طابعة Supra. ملف supra.pdf، تم تحميله من الموقع (http://www.sedco-online.com/support/users_manuals/users_manuals.html)
[5] تقنية تعريب طابعة Magna. ملف magna.pdf، تم تحميله من الموقع(http://www.sedco-online.com/support/users_manuals/users_manuals.html)
[6] تقنية تعريب طابعة Ultima. ملف ultima_35+.pdf، تم تحميله من الموقع(http://www.sedco-online.com/support/users_manuals/users_manuals.html)
[7] How Computers Work للمؤلف Ron White، نسخة الألفية. دار النشر : Macmillan Computer Publishing, USA
[8] موقع كيف تعمل الأشياء (How Stuff Works) (http://electronics.howstuffworks.com/e-ink1.htm).
[9] موقع شركة E-Ink (http://www.eink.com/technology/index.html).
[10] كتاب تعريب الحواسيب الشخصية. فصل تعريب الطابعات للمؤلف د. حسين صالح سلامة. دار صفاء للنشر والتوزيع, 1998م.