hoda22 عضو ذهبى
عدد المساهمات : 60 تاريخ التسجيل : 08/06/2012 العمر : 32 الموقع : الاقصر
الورقة الشخصية ورقة شخصية: ورقة شخصية | | | |
| موضوع: حوار مع الدنيا الإثنين يونيو 18, 2012 1:02 pm | |
| حوار مع الدنيا وبينما كنت أجلس وحدي ، تمثلت الدنيا أمامي !! قالت الدنيا : ماذا تريد يا عبد الله ؟ ها أنا ذا أمامك . قلت وأنا متأسف : إنه ليحزنني أني أحبك ، وأهواك ولا أستطيع أن أتركك . الدنيا : إن هذا لشعور طبيعي ، ومن ادَّعى أنه لا يحبني فهو كاذب ، فأنا من خلق الله تعالى ، وأنا محبوبة إلى النفوس . عبد الله : وهل أنا منهم ؟ الدنيا : نعم ، ولكن فيك صفات طيبة . عبد الله : وكيف أعرف حقيقتك ؟! الدنيا : من قول الرسول : الدنيا حلوة خضرة فقد وصفني النبي : (( بأني حلوة خضرة ، ولكني بالنسبة للمؤمن سجن له )) لقوله عليه السلام (( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )) . عبد الله : ولكني أعرف بعض المؤمنين يعيشون في نعيم ورفاهية !! الدنيا : ليس المراد بالسجن هو السجن الحديدي – الذي تفهمه – وإنما هو التقييد بما أمر الله ، وما السجن إلاَّ قيد . عبد الله : الله إنه لمعنى أدبي جميل . لقد فهمت الآن . ولكن ما سبب تسميتك بالدنيا ؟ الدنيا : لو علم الناس معنى اسمي لما فتنتهم زينتي . إن اسمي له معنيان . (1) من الدنو : أي قريبة الزوال والانتهاء . (2) ومن الدناءة : أي القبح إذا ما قارنتني بالآخرة . عبد الله : وكيف أتعامل معك حتى لا أفتن ؟! الدنيا : عن هذا سؤال خطير ، تجعلني أبوح بسر من أسراري . لأني أصطاد الناس أحياناً بالأموال وأحياناً بالنساء وأحياناً بالمناصب وكل ذلك من زينتي ، والزينة من صفاتها أنها مؤقتة ، وهل رأيت يوماً زينة عرس دائمة ؟ أو زينة عروس دائمة ؟! عبد الله : إذن سوف أعتزلك تماماً حتى أنجو . الدنيا : ليس هذا الذي أردت . ولكن ينبغي أن تتعامل معي بحذر حتى لا تنسى نصيبك منها ، وتعيش متزناً كما أمرك الله تعالى . عبد الله : وبما توصيني ؟ الدنيا : أوصيك بتذكر الله تعالى دائماً : {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً} [ الكهف:45] . وإن كنت تحذرني مرة فاحذرني بعد اليوم ألف مرة . عبد الله : لا أظن أنك ستفتنيني بعد ما تصارحنا ! الدنيا : ( قالوا للغراب مالك تسرق الصابون ؟ قال : الأذى طبعي ) . وأنا أقول لك عن الفتنة طبعي ، فاحذر أن تكون من عشاق الدنيا . واحذر أن تكون جيفة ليل وطرب نهار . ثم اختفت الدنيا فجأة . فأخذ عبد الله ينادي .... يا دنيا ... يا دنيا .. فلم يجبه أحد .. ثم طأطأ رأسه وقال : الحمد لله الذي وفقني لفهم حقيقة الدنيا ثم أنشد : إذا كنت أعلم علماً يقيناً بأن جميع حياتي كساعة فلم لا أكون ضنيناً بهـا واجعلها في صلاح وطاعة | |
|