elmoder22 عضو ذهبى
عدد المساهمات : 395 تاريخ التسجيل : 02/05/2012 العمر : 34
الورقة الشخصية ورقة شخصية: ورقة شخصية | | | |
| موضوع: خطورة الادمان على الفرد والمجتمع الجمعة مايو 22, 2015 9:47 am | |
| الحمد لله رب العالمين ،واشهد أن لا اله إلا الله ،وحده لا شريك له ،واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ،اللهم صل وسلم وبارك عليه ،وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد إن العقل نعمة من أعظم النعم التي اختص الله عز وجل بها الإنسان ، وميزه بها عن سائر المخلوقات ، فالعقل نور، به يفكر الإنسان ويخترع، به يدرك حقائق الوجود ، ويميز بين الحق والباطل، والحلال والحرام ، وبه يهتدي إلى تحقيق المصالح واتقاء المضار ، وبه يتواصل الإنسان مع بني امله ،ويتكلم ،ويعمل ، وينتج ، فهو عنوان الرشاد وعمود السعادة ،فإذا تم العقل تم معه كل شيء وإذا ذهب العقل ذهب معه كل شيء ، جعله الشرع مناط التكليف، وعليه فالمجنون ليس مكلفا ، عَنْ عَلِيِّ بن أبي طالب رضي الله عنه : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ : عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ ” البخاري يقولُ شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "العقلُ هو أكبرُ المعاني، وأعظمُ الحواسِّ نفعًا، وبه يُدخَلُ في التَّكليف، وهو شرطٌ في صحَّة التصرُّفات، وأداء العبادات". والعقل أحد الضرورات الخمس التي أوجب الشارع حفظها؛ يقول الإمام الشاطبي في الموافقات: ” ومجموع الضرورات خمس هي: حفظ الدين ، والنفس ، والنسل ، والمال، والعقل، ان العقل ليس ملكًا للإنسان على وجه الحقيقة، وإنما هو وديعة عنده، لأنه ملك لخالقه سبحانه وتعالى ،وليس من حق الإنسان إتلاف ما استودعه الله إلا إذا أذِن له الله تعالى بذلك ، ولقد نهى الإسلام عن الإخلال به، وحرم كل ما يضره أو يذهبه ، و من ذلك أن الإسلام حرم كل مسكر كالخمر والمخدرات و ما كان فيه علتهما عَنْ دَيْلَمٍ الْحِمْيَرِيِّ ، قَالَ : " سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ نُعَالِجُ فِيهَا عَمَلًا شَدِيدًا ، وَإِنَّا نَتَّخِذُ شَرَابًا مِنْ هَذَا الْقَمْحِ نَتَقَوَّى بِهِ عَلَى أَعْمَالِنَا وَعَلَى بَرْدِ بِلَادِنَا ، قَالَ : هَلْ يُسْكِرُ ؟ ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَاجْتَنِبُوهُ ............. "سنن ابى داود فالخمر والمخدرات وما كان فى معناهما حرام قليله وكثيره ،حتى وان لم يذهب العقل إلا بالكثير منه فقليله حرام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" سنن ابى داود عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ مَا أَسْكَرَ الْفَرَقُ مِنْهُ فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ " الترمزى وفي رواية:" الْحَسْوَةُ مِنْهُ حَرَامٌ".الترمذي. وعليه فكل ما كان مسكرا فهو حرام مهما تغيرت الاسماء ومهما تغير شكله ولونه ما بقيت فيه العلة وهى الإسكار عن أَبى مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا "سنن ابى داود وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لَيَسْتَحِلَّنَّ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ بِاسْمٍ يُسَمُّونَهَا إِيَّاهُ ” صحيح الجامع أيها المؤمنون : إن آفات الخمور وأضرار المخدرات على الأفراد والشعوب والجماعات لا حد لها ولا عد ؛ فهي مفتاح كل شر كما قال نبينا - ((اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ)) رواه الحاكم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .وكما قال عثمان -رضي الله عنه- : ((أُمُّ الْخَبَائِثِ)) بمعنى أن متعاطي الخمور والمخدرات يجلب على نفسه بتعاطيها كل آفةٍ وكل شر ، ويجلب على مجتمعه وعلى أهله وأبنائه وأسرته الشرور المتنوعات والآفات الكثيرات و لشدة حرمتها و لجرم صنعها قُرنت الخمر بالأنصاب - وهي الأصنام التي كان يعبدها أهل الجاهلية - بل قُرنت بأعمال الجاهلية وشنائعهم وعظائم أعمالهم ؛ قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة : 90] و لعنها الله تعالى ولعن كل من شارك فيها عن ابْنَ عُمَرَ، رضى الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ، وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ"سنن ابى داود- الالبانى صحيح ونفى الايمان عن المؤمن حين يشربها عن أَبى هُرَيْرَةَ،رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللله عليه وسلم : " لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ شَارِبُ الْخَمْرِ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ،.... "صحيح الجامع ولم يقبل من شاربها صلاة ما داوم على شربها ولم يتب إلى الله تعالى منها وان مات عليها دخل النار وكان شرابه عصارة أهل النار عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو،رضى الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ وَسَكِرَ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، وَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ رَدَغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا رَدَغَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: " عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ " صحيح الجامع الصغير للالبانى عَنْ جَابِرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ ” قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ قَالَ : ” عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ ” [ أخرجه مسلم]
أيها المسلمون إن الخمر و المخدرات جميعها على اختلاف الاشكال والاسماء داء خطير من صنوف الخبائث، فما انتشرت في مجتمع من المجتمعات إلا و أكلت الأخضر واليابس من شبابه، فدمرت عقولهم، وهدمت بنيانهم ، وقطعت أرحامهم ،وأفسدت أخلاقهم ، فهي رجس من عمل الشيطان،، توقع العداوة والبغضاء بين الناس وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة، تهون ارتكاب القبائح والآثام ،وتخرج من القلب تعظيم المحارم ،وتهوى بالإنسان إلى المنكرات والفواحش فهذا عثمان بن عفان خطب الناس فقال : اجتنبوا الخمر ، فإنها أم الخبائث ، إن رجلاً ممن كان قبلكم ، كان يتعبد ويعتزل النساء ، فعلقته امرأة غاوية ، فأرسلت إليه أني أريد أن أشهدك بشهادة ، فانطلق مع جاريتها ، فجعل كلما دخل باباً أغلقته دونه ، حتى أفضى إلى امرأة وضيئة ، وعندها باطية فيها خمر ، فقالت : إني والله ما دعوتك لشهادة ، ولكن دعوتك لتقع علي ، أو لتشرب من هذا الخمر كأساً ، أو لتقتل هذا الغلام ، وإلا صحت بك وفضحتك ، فلما أن رأى أن ليس بد من بعض ما قالت ، قال : اسقيني من هذا الخمر كأساً ـ ففي ظنه أن الخمر أهونها مصيبة ، وأقلها ضرراً ـ فسقته ، فقال : زيديني كأساً ، فشرب فسكر ، فقتل الغلام ، ووقع على المرأة ، فاجتنبوا الخمر ، فوالله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر في قلب رجل إلا أوشك أحدهما أن يخرج صاحبه ” فالخمر تهوى شاربها إلى ارتكاب الكبائر، واقتراف الجرائم ويقع في الآثام ويخبط في الحرام، ويترك ما يجب عليه، من الأحكام فيفعل المنكر، تجعل شاربها يهذى لا يفرق بين حلال و حرام ،ولا بين أخت وزوجة ،ولا بين قبيح و مليح ،إذ يبكي بلا سبب ويضحك من غير عجب فتهزأ به الصبيان ويسخر به السفهاء ويمقته العقلاء ويبغضه أهله وجيرانه ورحم الله عدي بن حاتم، إذ قيل له: مالك لا تشرب الخمر؟ فقال: ما أحب أن أصبح حكيم قومي وأمسي سفيههم) أ.هـ. فكم أهاجت من حرب وأفقرت من غني وذلت من عزيز ووضعت من شريف، وسلبت من نعمة وجلبت من نقمة سُئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه : هل شربت الخمر في الجاهلية ؟ قال : أعوذ بالله ! فقيل له : ولِمَ ؟ قال : كنت أصون عرضي ، وأحفظ مروءتي ، فإن من شرب الخمر كان مضيعاً في عرضه ومروءته . وذلك قيس بن عاصم المتقري فقد شربها يوما فغمز ابنته وشتم والديه وضرب امرأته فلما أفاق أخبر بما صنع وأنشد قائلا:رأيت الخمر فاسدة و فيها ** خصال تفسد الرجل الحليم فإن الخمر تفضح شاربيها ** و تجنيهم بها الأمر العظيم فلا و الله أشربها صحيحا ** و لا أشفي بهـا أبدا سقيم غير أن لها أضرارها النفسية، فيما تقضي إليه من الاضطراب النفسي والغضب والبلادة وقلة المبالاة وفقد السيطرة والسلوك. ولها أضرارها الأسرية، في تمزيق الروابط العائلية وتدمير الأسرة وما تورثه في النسل من آثار وخيمة العاقبة. ولها أضرارها الاجتماعية في تدمير المجتمع وتبديد طاقاته وإفساد علاقاته الاجتماعية وشيوع الجريمة وانتشار السوء. ولها أضرارها العقلية، في الإصابة بالأمراض العصبية والتأثير على المخ وفقد الوعي والبلاهة بل والموت . ولها أضرارها المالية، في إتلاف مال الشارب والقعود به عن الكسب وإهدار الثروة العامة. يقول الحسن البصري رحمه الله: لو كان العقل يُشترى لتغالى الناس في ثمنه، فالعجب كل العجب فيمن يشتري بماله ما يفسده. ولها أضرارها الخلقية فيما يتبعها من جرائم العرض والشرف وفساد الأخلاق ولها أضرارها الامنية إذ تنتشر الجرائم وتكثر الاعتداءات و لك أن تعلم أن رأس وأساس وجود تلك المنكرات هو : ضعف الإيمان وانعدام الخوف من الله سبحانه، فما وقع من وقع في دوامة الضياع هذه إلا يوم أن تعدى حدود الله، واعتدي على محارم الله. ومن أسباب انتشارها أيضا :-إهمال الوالدين وسوء التربية، ومن أراد الدليل على إهمال بعض الآباء فلينظر إلى الشباب وهم في الشوارع وعلى الأرصفة إلى ساعات متأخرة من الليل، يذهبون ويجيئون ، فأين الآباء والأمهات عنهم؟! إذ أن الآباء والأمهات لهم دور كبير جدا فى التنشأة من الصغر ومراقبتهم فى بداية شبابهم وغرس الأخلاق والفضائل فى قلوبهم ولا ننسى ابدآ أن رفقاء السوء لهم دور كبير فى انتشار مثل هذه الآفات . نعم، عشرات التائبين والنادمين يصدرون قصصهم:وفيها :- وتعرفت على قرناء السوء، وأغراني أصدقاء السوء، وقال لي أصدقاء السوء: جرب... وهلم جرا.
إن من طرق علاج هذه الظاهرة الإجرامية
حسن التنشأة الأسرية: وذلك بتربية النشء على القيم والمبادئ الإسلامية لأن الأبوين هما المسئولان عنهم، وبين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله:” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ” ( متفق عليه) وقال أيضاً : ” إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاهُ ، أحفظَ أم ضيَّعَ ؟ حتى يُسألَ الرجلُ عن أهلِ بيتِه “( السلسلة الصحيحة: الألباني) – وأيضا تخير الصحبة الصالحة: لأن الصاحب ساحب والقرين بالمقارن يقتدي. وقد حث الإسلام على صحبة الصالحين والأخيار، وحذر من صحبة الأشرار، وفي الحديث الصحيح: ” لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طعامك إلا تقي “.صحيح الترغيب والترهيب – الألباني بل إن من أهم الطرق في القضاء على هذه الآفة القاتلة هو تضافر الجهود و قيام الدول والحكومات بكل ما من شأنه ان يجنب شبابنا مخاطر الإدمان والمخدرات والوقوف فى وجه تجار المخدرات ومروجى المسكرات و مساعدة الحكومات فى القضاء على هذه الظاهرة وان تشدد العقوبة الرادعة على مثل هؤلاء فقد رفع إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قوم يشربون الخمر فأمر بضربهم، فقيل له: إن فيهم صائماً، فقال: ابدؤوا به ثم قال:أما سمعت قوله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) [النساء : 140 وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ” أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ ، قَالَ : اضْرِبُوهُ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ ، وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ ........" البخارى إن على أمة الإسلام دولا وشعوبا أن ينتبهوا لذلك النذير وان يتكاتفوا فى صد هذه الظاهرة البشعة حفاظا على الأبناء والشباب و حفاظا على الأمن والاستقرار وحفاظا على الانتاج والاقتصاد والاستثمار و حفاظا على مستقبل الأمم وتقدمها الآباء والأمهات:- إن أبنائكم أمانة فى أيديكم ستسألون عنهم يوم القيامة الشباب :- ان عقولكم وديعة لا يجوز لكم ان تعتدوا عليها إن أجسادكم وديعة عندكم لا يجوز لكم ان تعتدوا عليها قال تعالى (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )[البقرة : 195 واحذروا ثم احذروا من الشعارات الكاذبة التى يرددها خبثاء النفوس الذين يروجون مثل هذه المخدرات بوعد المتعة واللذة والنشاط والحيوية فما منها إلا الوقوع فى كل محرم و فعل كل منكر و ضياع الصحة والمال فإلى متى سنظل نسمع بشاب مات بسبب تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات.. إلى متى سنظل نسمع بشاب قضى في حادث سيارة لأنه كان يقود السيارة وهو سكران .. إلى متى سيسكت الشاب عن صاحبه المتعاطي للمخدرات والخمر ولا يحذره ولا ينصحه، إلى متى ستبقى هذه الحبوب تنتشر بين الشباب. لا شك أن للأهل دورًا كبيرا وللمدرسة دورًا وللجامعة دورًا وأنتم أيها الشباب لكم دوركم بالامتناع عن هذه المهلكات وسرعة الامتثال و الاستجابة إلى أمر الله فى ترك هذه المهلكات فانظروا كيف كانت إجابة الصحابة فى الانتهاء عن هذا الجرم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : " كُنْتُ سَاقِيَ الْقَوْمِ يَوْمَ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ فِي بَيْتِ أَبِي طَلْحَةَ ، وَمَا شَرَابُهُمْ إِلَّا الْفَضِيخُ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ ، فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي ، فَقَالَ : اخْرُجْ فَانْظُرْ ، فَخَرَجْتُ فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي أَلَا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ ، قَالَ : فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ : اخْرُجْ فَاهْرِقْهَا فَهَرَقْتُهَا ، فَقَالُوا أَوَ قَالَ بَعْضُهُمْ : قُتِلَ فُلَانٌ قُتِلَ فُلَانٌ وَهِيَ فِي بُطُونِهِمْ " ، قَالَ : فَلَا أَدْرِي هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )سورة المائدة آية 93 . يا من تشرب الخمور والمخدرات اعلم أن الخمر والمخدرات وكل ما كان مسكرا مائعا أو جامدا حرام له عواقبه وستسأل يوم القيامة عن مالك الذي اشتريت به هذا المنكر ،وعن عقلك الذي ضيعته بهذا المنكر، و عن جسدك الذي أمرضته بهذا المنكر ،و عن شبابك الذى فقدته بهذا المنكر ،وعن خلقك الذي فسد بهذا المنكر، وعن الفرائض التى ضيعتها بهذا المنكر ،فهى جماع الإثم واصل كل سوء وسبب العذاب و الخسران عَنْ جَابِرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ ” قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ قَالَ : ” عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ ” [ أخرجه مسلم] فلو لم يكن فيها الا هذا الوعيد لكفى به زاجرا عن الاقتراب من المسكرات فهل انتم منتهون قال تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ )[المائدة : 91] =======
======= يا رب هل مـــن توبـة تـمحو الخـــطايا والذنــوب وتزيل هم الــقلب عنـي والكآبــة والــشحــوب أدعوك في ليل بهيم والدمـــع مــدرارا سـكيب أنت المؤمل والمعين وأنــت يا ربــي الـــمجيب
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ،رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ،رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ ،وَاعْفُ عَنَّا، وَاغْفِرْ لَنَا ،وَارْحَمْنَا، اللهم اجعل مصرنا بلدا آمنا ،مطمئنا اللهم من أرادها بخير فوفقه إلى كل خير ، ومن أرادها بسوء فأجعل كيده فى نحره والحمد لله رب العالمين ،وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
محمد حسن داود إمام وخطيب ومدرس دسوق – كفر الشيخ
| |
|