أما بعد: إن مرحلة الشباب مرحلة مهمة جدا في حياة المرء المسلم، فبها ينجو من الخسران، قال تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [سورة العصر]. فامل الإنسان في خسارة إلا من اتصف بالإيمان والعمل به، ثم الدعوة إليه، وأخيرًا الصبر على الأذى فيه. فما واجبات الشباب اليوم، إنها كثيرة ومن أهمها: أولا: يجب على الشباب المسلم أن يعتني بتعلم العلم الشرعي بالقدر الذي يستقيم به دينهم وتصح به عبادتهم، فيجب عليهم أن يتعلموا التوحيد والعقيدة الصحيحة وما يخالفها من العقائد الفاسدة، كما يجب عليهم تعلم أحكام الصلاة والصيام والزكاة والحج وأركان الإيمان الستة ومعرفة نواقض الإيمان، وذلك حتى يقيموا دينهم على أساس صحيح. وإن الواقع لأليم يا أولياء الأمور، إننا نرى شبابا قد بلغ السابعة عشر من العمر وهو على وشك أن ينتهي من دراسته الثانوية، وللأسف لا يعرف كيف يقرأ كتاب الله عز وجل، بل جلهم لا يعرف كيف يقرأ الفاتحة بصورة صحيحة. فالله المستعان على هذه الصورة المخزية من صور التربية الفاشلة ثانيًا: على شباب المسلمين أن يرتبطوا بعلماء المسلمين من أهل السنة والجماعة، وأن يرتبطوا بكبارهم، فالناس لا يزالون بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم، فإن أخذوه عن أصاغرهم هلكوا، والأصاغر هم علماء السوء من أهل البدع والضلالات. وإذا ما انفصل الشباب عن العلماء الربانيين وارتبطوا بعلماء السوء وعلماء الفضائيات تلقفتهم التيارات المنحرفة من خلال الجرائد أو الفضائيات أو الإنترنت، فأصبحوا لقمة سائغة لأصحاب الأغراض السيئة. ثالثًا: على الشباب ـ وفقهم الله ـ أن يجتنبوا أصدقاء السوء؛ لأنهم سبب لشقاء الشاب في دينه ودنياه، والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. وأخيرًا: يا أولياء الأمور، يا معاشر الآباء والأمهات، يا معاشر المعلمين، اتقوا الله في شباب الإسلام، نشئوهم على طاعة الله ورسوله، كونوا لهم قدوة حسنة. فالأسرةُ تفقد دورَها وتضيِّع رسالتها إذا انصرَف الآباءُ عن أُسَرهم، وكان همُّهم الأكبر توفيرَ مادّة الكسب مع ترك الحبلِ على الغارب للأولادِ والتقصيرِ في تربيتهم وعدم تخصيص وقتٍ لهم يمارسون فيه التوجيه والرعاية. فكثير من الآباء والأمهات يعتقد أن تربية الأولاد مقتصرة على توفير حاجاتِ الأولاد من أكلٍ وشُرب وكِسوةٍ وترفيه، أما تربيةُ الأخلاق وتهذيبُ السلوك وبناءُ الشخصية فليس بذي أهمية، وهذا خطأ بين واضح، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6]، وقال : ((والرجل راعٍ في أهله، وهو مسؤولٌ عن رعيَّته، والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولةٌ عن رعيتها)). الأسرةُ في الإسلامِ مسؤولةٌ عن حمايةِ الشباب من الانحرافِ. راقبوا أبناءكم مع من يسيرون، ومتى إلى البيت يرجعون، تعاونوا مع المدارس في متابعتهم والسؤال عنهم وعن مستواهم الدراسي، لا تترك الإنترنت عند ولدك أو بنتك في غرفته الخاصة أبدًا، بل راقبه واجعله في مكان يراه كل أفراد الأسرة. وإن كنت غير محتاج إليه فمن الواجب عليك أن تخرجه من بيتك؛ لأنه وسيلة دمار على الشباب أكثر من كونه وسيلة تعلم واستفادة. أيها الأب، لا تسرف على ولدك بالأموال بحجة أنه كبر ومصاريفه قد زادت، فالأموال سبب لفساد الأبناء، بل انظر ما يحتاجه واشتره له. وهناك أمور كثيرة يجب على الوالدين مراعاتها عند تربيتهم لأبنائهم لا يتسع المقام للتنبيه عليها. |