Admin Admin
عدد المساهمات : 381 تاريخ التسجيل : 02/05/2012 العمر : 34
الورقة الشخصية ورقة شخصية: ورقة شخصية | | | |
| موضوع: 1-1النبى موسى عليه السلام (الجزء الاول) الخميس أغسطس 30, 2012 11:43 am | |
|
مقدمة:
لقد جاءت قصة موسى (عليه السلام) في القرآن الكريم، أكثر من سائر الأنبياء، وأشير إلى قصة موسى وفرعون وبني إسرائيل أكثر من مائة مرة، في أكثر من ثلاثين سورة...
ولو إننا درسنا آيات كل سورة على حدة، ثم وضعناها جانبا إلى جنب لم نلحظ فيها جانب التكرار على خلاف ما يتصور البعض، بل ذكر من هذه الملحمة التاريخية في كل سورة ما يناسبها من البحث للاستشهاد به. وحيث أن مصر كانت أوسع، وكان لشعبها حضارة أكثر تقدما من قوم نوح وهود وشعيب وما شابههم، وكانت مقاومة الجهاز الفرعوني – بنفس النسبة – أكثر واكبر، ولهذا تمتع قيام موسى بن عمران بأهمية اكبر، وحوى عبرا ونكات أكثر، وقد ركز القرآن الكريم على النقاط البارزة المختلفة من حياة موسى وبني إسرائيل بمناسبات مختلفة.
المراحل الخمس من حياة موسى
وعلى العموم يمكن حصر وتلخيص حياة هذه النبي الإلهي العظيم من خمس دورات ومراحل:
1. مرحلة الولادة، وما جرى عليه من الحوادث حتى ترعرعه في البلاط الفرعون.
2. مرحلة فراره من مصر، وحياته في أرص "مدين" في كنف النبي شعيب.
3. مرحلة بعثته، ثم الواجبات الكثيرة بينه وبين فرعون وجهازه.
4. مرحلة نجاته ونجاة بني إسرائيل من مخالب فرعون، والحوادث التي جرت عليه في الطرق، وعنده وروده إلى بيت القدس.
5. مرحلة مشاكله مع بني إسرائيل.
ولادة موسى
كانت سلطة فرعون وحكومته الجائرة قد خططت تخطيطا واسعا لذبح "الأطفال" من بني إسرائيل حتى أن القوابل "من آل فرعون" يراقبن النساء الحوامل "من بني إسرائيل".
ومن بين هؤلاء القوابل كانت قابلة لها علاقة مودة مع أم موسى (عليه السلام) "وكان الحمل خفيا لم يظهر أثره على أم موسى" وحين أحست أم موسى بأنها مقرب وعلى أبواب الولادة أرسلت خلف هذه القابلة وأخبرتها بالواقع، وأنها تحمل جنينها في بطنها وتوشك أن تضعه، فهي بحاجة – هذا اليوم إليها.
وحين ولد موسى (عليه السلام) سطع نور بهي من عينية فاهتزت القابلة لهذا النور وطبع حبه في قلبها، وأنار جميع زوايا قلبها.
ونقرأ حديث عن الإمام الباقر في هذا الباب: "فلما وضعت أم موسى موسى نظرت إليه وحزنت عليه واغتمت وبكت وقالت: تذبح الساعة، فعطت الله الموكلة بها عليه، فقالت لأم موسى: مالك قد اصفر لونك؟ فقالت: أخاف أن يذبح ولدي، فقالت: لا تخافي وكان موسى لا يراه أحد إلا أحبه".
فالتفتت القابلة إلى أم موسى وقالت لها: كنت أروم أن أخبر الجهاز الفرعوني بهذا الوليد ليأتي الجلاوزة فيقتلوه "وأنال بذلك جائزتي" ولكن ما عسى أن أفعل وقد وقع حبه الشديد في قلبي، وأنا غير مستعدة لأن تنقص ولو شعرة واحدة من رأسه، فاهتمي بالمحافظة عليه، وأظن أن عدونا المتوقع سيكون هذا الطفل أخيرا.
موسى في التنور
خرجت القابلة من بيت أم موسى فرآها بعض الجواسيس من جلاوزة فرعون وصمموا على أن يدخلوا البيت، فعرفت أخت موسى ما أقدموا عليه فأسرعت إلى أمها وأخبرتها بأن تتهيأ للأمر، فارتبكت ولم تدر ماذا تصنع؟! وفي هذه الحالة من الارتباك وهي ذاهلة لفت وليدها "موسى" بخرقة وألقته في التنور فإذا بالمأمورين والجواسيس يقتحمون الدار، فلم يجدوا شيئا إلا التنور المشتعل نارا.. فسألوا أم موسى عن سبب دخول القابلة عليها فقالت إنها صديقتي وقد جاءت زائرة فحسب، فخرجوا آيسين.
ثم عادت أم موسى إلى رشيدها وصوابها وسألت "أخت موسى" عن أخيها فأظهرت عدم معرفتها بمكانه، وإذا البكاء يعلو من داخل التنور، فركضت إلى التنور فرأت موسى مسالما وفد جعل الله النار عليه بردا وسلاما "الله الذي نجى إبراهيم الخليل من نار النمرود" فأخرجت وليدها سالما من التنور.
لكن الأم لم تهدأ إذ أن الجواسيس يمضون هنا وهناك ويفتشون البيوت يمنة ويسرة، وكان الخطر سيقع لو سمعوا صوت هذا الطفل الرضيع.
وفي هذه الحال اهتدت أم موسى بإلهام جديد، إلهام ظاهره أنه مدعاة للخطر، ولكن مع ذلك أحست بالاطمئنان أيضا.
﴿وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين﴾.
كان ذلك من الله ولابد أن يتحقق فلبست ثياب عملها وصممت على أن تلقي وليدها في النيل.
فجاءت إلى نجار مصري "وكان النجار من الأقباط والفراعنة أيضا" فطلبت منه أن يصنع صندوقا صغيرا.
فسألها النجار قائلا: ما تصنعين بهذا الصندوق مع هذه الأوصاف؟ ولكن الأم لما كانت غير متعودة على الكذب لم تستطع دون أن تقول الحق والواقع، وإنها من بني إسرائيل ولديها طفل تريد إخفاءه في الصندوق.
فلما سمع النجار القبطي هذا الخبر صمم على أن يخبر الجلاوزة والجلادين، فمضى نحوهم لكن الرعب سيطر على قلبه فارتج على لسانه وكلما حاول أن يفهمهم ولو كلمة واحدة لم يستطع، فأخذ يشير إليهم إشارات مبهمة، فظن أولئك أنه يستهزئ بهم فضربوه وطردوه، ولما عاد إلى محله عاد عليه وضعه الطبيعي، فرجع ثانية ليخبرهم فعادت عليه الحالة الأولى مع الارتجاج والعي، وأخيرا فقد فهم إن هذا أمر إلهي وسر خفي، فصنع الصندوق وأعطاه لأم موسى.
وخرير الماء أضحى مهده
ولعل الوقت كان فجرا والناس – بعد – نيام، وفي هذه الحال خرجت أم موسى وفي يديها الصندوق الذي أخفت فيه ولدها موسى، فاتجهت نحو النيل وأرضعت موسى حتى ارتوى، ثم ألقت الصندوق في النيل فتلقفته الأمواج وأخذت تسير به مبتعدة عن الساحل، وكانت أم موسى تشاهد هذا المنظر وهي على الساحل.. وفي لحظة أحست أن قلبها انفصل عنها ومضى مع الأمواج، فلولا لطف الله الذي شملها وربط على قلبها لصرخت ولانكشف الأمر واتضح كل شيء... ولا أحد يستطيع أن يصور – في تلك اللحظات الحساسة – قلب الأم بدقة.
لا يستطيع أي أحد أن يصور حال أم موسى وما أصابها مع الهلع والفزع ساعة ألقت طفلها في النيل ولكن هذه الأبيات المترجمة عن الشاعرة الإيرانية "بروين اعتصامي"-بتصرف- تحكي صورة "تقريبية" عن ذلك الموقف:
أم موسى حين ألقت طفلـها للذي رب السمى أوحى لها
نظرت للنيل يمضي مسرعا آه لو تعرف حـقا حـالها
ودوي الموج فيه صاخـب وفتاها شاغـل بلبـالـها
***
وتناغيه بصمــت: ولدي كيف يمضي بك هذا الزورق
دون ربان، وإن ينسك من هو ذو لطف فمن ذا يشـفـق
فأتاها الوحي: مهلا، ودعي باطل الفكر ووهـمـا يزهـق
***
إن موسى قد مضى للمنزل فاتق الله ولا تستـعـجلـي
قد تلقينـا الـذي ألقــيته بيد ترعى الفتى لا تجـهلي
وخرير المـاء أضحى مهده في إهتزاز مؤنس إن تسألي
***
وله المـوج رؤوما حـدبا فاق مـن يحـدب أما وأبا
كل نهر ليس يطغى عبثا إن أمـر الله كـان السببا
***
يأمر البحر فيغدو هائجـا وله الطوفان طوعا مائجا
عالم الإيجاد من آثــاره كل شيء لعلاه عــارجا
***
أين تمضين دعيـه فـله خير رب يرتضـيه لاهجا
محبة موسى في القلوب
ولكن تعالوا لنرى ما يجري في قصر فرعون؟!
ورد في الأخبار أن فرعون كانت له بنت مريضة، ولم يكن من الأبناء سواها، وكانت هذه البنت تعاني من آلام شديدة لم ينفعها علاج الأطباء، فلجأ إلى الكهنة فقالوا له: نتكهن ونتوقع أن إنسانا يخرج من البحر يكون شفاؤها من لعاب فمه حين يدهن به جسدها، وكان فرعون وزوجه "آسية" في انتظار هذا "الحادث" وفي يوم من الأيام.. فجأة لاح لعيونهما صندوق تتلاطمه أمواج النيل فلفت الأنظار، فأمر فرعون عماله أن يأتوا به ليعرفوا ما به؟!
ومثل الصندوق "المجهول" الخفي أمام فرعون، ولم يتمكن أحد أن يفتحه.
بلى كان على فرعون أن يفتحه لينجو موسى على يد فرعون نفسه، وفتح الصندوق على يده فعلا!.
فلما وقعت عين آسية عليه سطع منه نور فأضاء قلبها، ودخل حبه في قلوب الجميع، ولا سيما قلب امرأة فرعون "آسية".. وحين شفيت بنت فرعون من لعاب فمه زادت محبته أكثر فأكثر.
ولنعد الآن إلى القرآن الكريم لنسمع خلاصة القصة من لسانه! يقول القرآن في هذا الصدد: ﴿فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا﴾.
وبديهي أن الفراعنة لم يجلبوا الصندوق الي فيه الطفل الرضيع من الماء ليربوه في أحضانهم فيكون لهم عدوا ولدودا، بل أرادوه – كما قالت امرأة فرعون – قرة عين لهم.
ولكن النتيجة والعاقبة.. كان ما كان وحدث ما حدث.. ولطافة التعبير كامنة في أن الله سبحانه يريد أن يبين قدرته، وكيف أن هذه الجماعة "الفراعنة" عبأت جميع قواها لقتل بني
إسرائيل، وإذا الذي أرادوا قتله - وكانت كل هذه المقدمات من أجله – يتربى في أحضانهم كأعز ابنائهم.
ويستفاد من القرآن الكريم أن شجارا حدث ما بين فرعون وامرأته، ويحتمل أن بعض اتباعه كانوا قد وقفوا عند رأس الطفل ليقتلوه، لأن القرآن الكريم يقول في هذا الصدد: ﴿وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لاتقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا..﴾.
ويلوح للنظر أن فرعون وجد في مخايل الطفل والعلائم الأخرى ومن جملتها إيداعه في التابوت "الصندوق" وإلقاءه بين أمواج النيل، وما إلى ذلك أن هذا الطفل من بني إسرائيل، وأن زوال ملكه على يده، فجثم كابوس ثقيل على صدره من الهم وألقى على روحه ظله، فأراد أن يجري قانون إجرامه عليه.
فأيده أطرافة وأتباعه المتملقون على هذه الخطة، وقالوا: ينبغي أن يذبح هذا الطفل، ولا دليل على أن يجري هذا القانون عليه.
ولكن آسيه امرأة فرعون التي لم ترزق ولدا ذكرا، ولم يكن قلبها منسوجا من قماش عمال قصر فرعون، وقفت بوجه فرعون وأعوانه ومنعتهم من قتله.
وإذا أضفنا قصة شفاء بنت فرعون بلعاب فم موسى – على ما قدمناه – فسيكون دليلا آخرا يوضح كيفية انتصار آسية في هذه الأزمة.
ولكن القرآن – بجملة مقتضية وذات مغزى كبير – ختم الآية قائلا: ﴿وهم لا يشعرون﴾.
أجل، أنهم لم يشعروا أن أمر الله النافذ ومشيئته التي لا تقهر، اقتضت أن يتربى هذا الطفل في أهم المراكز خطرا... ولا أحد يستطيع أن يرد هذه المشيئة، ولا يمكن مخالفتها أبدا..
تخطيط الله العجيب
إظهار القدرة.. ليس معناه أن الله إذا أراد أن يهلك قوما جبارين، يرسل عليهم جنود السماوات والأرض، فيهلكهم ويدمرهم تدميرا.
إظهار القدرة هو أن يجعل الجبابرة والمستكبرين يدمرون أنفسهم بأيديهم، يلهم قلوبهم بإلقاء أنفسهم في البئر التي حفروها لغيرهم، أن يصنعوا لأنفسهم سجنا يموتون فيه!
وأن يرفعوا أعواد المشانق ليعدموا عليها!..
وفي قضية الفراعنة الجبابرة المعاندين حدث مثل هذا، وتمت تربية موسى ونجاته في جميع المراحل على أيديهم.
فالقابلة التي اولدت موسى كانت من الأقباط.
والنجار الذي صنع الصندوق الذي أخفي فيه موسى كان قبطيا.
والذين التقطوا الصندوقكانوا من آل فرعون!.
والذي فتح باب الصندوق كان فرعون نفسه أو امرأته آسيه.
وأخيرا فإن المكان الآمن والهادىء الذي تربى فيه موسى – البطل الذي قهر فرعون – هو قصر فرعون ذاته. وبهذا الشكل يظهر الله تعالى قدرته.
عودة موسى إلى حضن أمه
أم موسى التي قلنا عنها: أنها القت ولدها في أمواج النيل. أقتحم قلبها طوفان شديد من الهم على فراق ولدها، فقد أصبح مكان ولدها الذي كان يملأ قلبها خاليا وفارغا منه.
فأوشكت أن تصرخ من أعماقها وتذيع جميع أسرارها، لكن لطف الله تداركها، وكما يعبر القرآن الكريم ﴿وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين﴾.
وطبيعي تماما أن أما تفارق ولدها بهذه الصورة يمكن أن تنسى كل شيء إلا ولدها الرضيع، ويبلغ بها الدهور درجه لا تلتفت معها إلى ما سيصيبها وولدها من الخطر لو صرخت من أعماقها وأذاعت أسرارها.
ولكن الله الذي حمل أم موسى هذا العبء الثقيل ربط على قلبها لتؤمن بوعد الله، ولتعلم بأنه بعين الله، وإنه سيعود إليها وسيكون نبيا.
وعل أثر لطف الله أحست أم موسى بالاطمئنان، ولكنها أحبت أن تعرف مصير ولدها، ولذلك أمرت أخته أن تتبع أثرة وتعرف خبره ﴿وقالت لأخته قصيه﴾.
فاستجابت "أخت موسى" لأمر أمها، وأخذت تبحث عنه بشكل لا يثر الشبهة، حتى بصرة به من مكان بعيد، ورأت صندوقه الذي كان في الماء يتلقفه آل فرعون.. ويقول القرآن في هذا الصدد: ﴿فبصرت به عن جنب﴾.
ولكن أولئك لم يلتفتوا إلى أخته تتعقبه ﴿وهم لا يشعرون﴾.
وعلى كل حال، فقد أقتضت مشيئة الله أن يعود هذا الطفل إلى أمه عاجلا ليطمئن قلبها، لذلك يقول القرآن الكريم: ﴿وحرمنا عليه المراضع من قبل﴾.
طبيعي أن الطفل الرضيع حين تمر عليه عدة ساعات فإنه يجوع ويبكي ولا يطيق تحمل الجوع، فيجب البحث عن مرضع له، ولاسيما أن ملكة مصر "امرأة فرعون" تعلق قلبها به بشدة، وأحبته كروحها العزيزة.
كان عمال القصر يركضون من بيت لآخر بحثا عن مرضع له، والعجيب في الأمر أنه كان يأبى أثداء المرضعات.
لعل ذلك آت من استيحاشه من وجود المرضعات، أو أنه لم يكن يتذوق ألبانهن، إذ يبدو لبن كل منهن مرا في فمه، فكأنه يريد أن يقفز من أحضان المراضع، وهذا هو التحريم التكويني من قبل الله تعالى إذ حرم عليه المراضع جميعا,
ولم يزل الطفل لحظة بعد أخر يجوع أكثر فأكثر وهو ويبكي وعمال فرعون يدورون به بحثا عن مرضع بعد أن ملأ قصر فرعون بكاء وضجيجا، وما زال العمال في مثل هذه الحال حتى صادفوا بنتا أظهرت نفسها بأنها لا تعرف الطفل، فقالت: ﴿هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون﴾.
إنني أعرف امرأة من بني إسرائيل لها ثديان مملوءان لبنا، وقلب طافح بالمحبة، وقد فقدت ولدها، وهي مستعدة أن تتعهد الطفل الذي عندكم برعايتها.
فسر بها هؤلاء وجاءوا بأم موسى إلى قصر فرعون، فلما شم الطفل رائحة أمه التقم ثديها بشغف كبير، وأشرقت عيناه سرورا، كما أن عمال القصر سروا كذلك لأن البحث عن مربية له أعياهم، وامرأة فرعون هي الأخرى لم تكتم سرورها للحصول على هذه المرضع أيضا.
ولعلهم قالوا للمرضع: أين كنت حتى الآن، إذ نحن نبحث عن مثلك منذ مدة.. فليتك جئت قبل الآن، فمرحبا بك وبلبنك الذي حل هذه المشكلة.
لماذا ارضع من ثديها؟
حين أستقبل موسى ثدي أمه، قال هامان وزير فرعون لأم موسى: لعلك أمه الحقيقية، إذ كيف أبى جميع هذه المراضع ورضي بك، فقالت: أيها الملك، لأني ذات عطر طيب ولبني عذب، لم يأتني طفل رضيع إلا قبل بي، فصدقها الحاضرون وقدموا لها هدايا ثمينة.
ونقرا في هذا الصدد حديثا قال الراوي: قلت للإمام الباقر: فكم مكث موسى غائبا من أمه حتى ردة الله؟ قال "ثلاثة أيام".
وقال بعضهم: هذا التحرير التكويني لأن الله لم يرد لموسى أن يرتضع من الألبان الملوثة بالحرام.. الملوثة بأموال السرقة، أو الملوثة بالجرائم والرشوة وغصب حقوق الآخرين، وإنما أراد لموسى أن يرضع من لبن طاهر كلبن أمه ليستطيع أن ينهض بوجه الأرجاس ويحارب الآثمين.
وتم كل شيء بأمر الله ﴿فرددناه إلى أمه كي تقر عيناها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون﴾
هنا ينقدح سؤال مهم وهو: هل أودع آل فرعون الطفل "موسى" عند أمه لترضعه وتأتي به كل حين – أوكل يوم – إلى قصر فرعون لتراه امرأة فرعون؟! | |
|